مرصد الحكومة رقم 13 - موازنة 2020: خفض الاستثمار والخدمات الاجتماعية ما هي المسألة المطروحة؟ نُشر قانون موازنة ٢٠٢٠ في الجريدة الرسمية في الخامس من آذار، بعد شهر واحد من مصادقة مجلس النواب عليه. ودخل القانون، الذي لم يوقّع عليه الرئيس الجمهورية، حيّز التنفيذ بموجب المادة ٥٧ من الدستور.1 في ضوء الأزمة المالية المستمرة وفي محاولة للحد من العجز، تضمنت الموازنة تدابير تقشفية خفضت إجمالي النفقات بمقدار ٤٫٨٤ تريليون ليرة (٢١٪) مقارنة بالعام الماضي. وفيما قد تساهم هذه التدابير المفصّلة في الموازنة في تقليص نسبة العجز إلى الناتج المحلي الإجمالي – البالغة حالياً ٧٬٦٪ - ستؤدي إلى تراجع الإنفاق على الاستثمارات الرأسمالية وشبكات الأمان الاجتماعي، ما سيزيد من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية المتوقع أن تنجم عن الأزمة. في الواقع، جاء ٣٣٪ من إجمالي التخفيضات في الموازنة من الانخفاض في الاستثمار الرأسمالي والإنفاق الاجتماعي. في ما يلي نظرة عن قرب على خفض النفقات الرأسمالية – التي تُعتبر من أبرز محرّكات النمو الاقتصادي – والنفقات الاجتماعية في الموازنة الجديدة: 1. النفقات الاستثمارية انخفضت نسبة النفقات الاستثمارية إلى الناتج المحلي الإجمالي في لبنان، والتي تعد من أدنى المعدلات مقارنة بالبلدان المتوسطة الدخل المماثلة، إلى أقل من ١٪ في ٢٠٢٠.
2. النفقات الاجتماعية فيما زادت الحكومة تدريجياً دعمها الماليّ المخصص للبرنامج الوطني لاستهداف الأسر الأكثر فقراً بمقدار ٠٬٥ مليارات ليرة (٨٪) والمعاشات والتعويضات التقاعدية بمقدار مليارَي ليرة (٠٬١٪)، عمدت إلى خفض النفقات الاجتماعية الأخرى، ما أدى إلى تراجع النفقات الاجتماعية بنسبة ٨٪ (٦٣١ مليار ليرة) مقارنة بعام ٢٠١٩:
لماذا هذا مهم؟ يتضمن قانون الموازنة الجديد تدابير تهدف إلى الحدّ من العجز المالي لكنها تأتي على حساب رفاه المواطنين. ففي الواقع، تستتبع موازنة ٢٠٢٠ تراجعاً ملحوظاً في النفقات الرأسمالية والاجتماعية في الوقت الذي تبرز فيه حاجة إلى زيادة هذه النفقات لمواجهة التحديات المنبثقة عن الأزمة المالية. الخلفية يتخبط لبنان في أزمة مالية تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وإلى انكماش اقتصادي ملحوظ. ومع أنّ المواطنين عارضوا فكرة اعتماد خطة تقشفية، صدر قانون موازنة ٢٠٢٠ بعد شهر واحد من المهلة الدستورية واشتمل على عدد من التدابير المالية الصارمة الهادفة إلى خفض العجز المالي. 1 بموجب المادة 57 من الدستور اللبناني، تدخل القوانين حيز التنفيذ تلقائياً إذا لم يرفعها رئيس الجمهورية، ضمن مهلة زمنية محددة، إلى مجلس النواب من أجل مراجعتها أو إقرارها. |